الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

لعبة الموت



لعبة الموت
..............
هم  يمارسون لعبة الموت كمحترفين في فلم هوليودي مرعب متى بدئت اللعبة فيستحيل ايقافها ، وعلى الجميع ان يخضع لقوانينها.
ونحن   نمارس دورنا كمشاهدين ، ترتفع نبضات قلوب البعض ، وهناك فئة لم تعد تأبه تى  بأبشع المشاهد في اللعبة ،وهناك من يتلذذون بمناظر الاشلاء والدماء ويتمنون لو كانوا داخل الفيلم ورغم قلة هذي الفئة الا انها تزيد عدد المهووسين باللعبة وتوسع زمنها ونطاقها.
وفي المقابل لا يوجد من يرفض من الجمهور المحايد استمرار العرض لهذا الفيلم الذي اتسع عدد مشاهديه وانصاره وانتقل من شاشة العرض الى الواقع ، بعد ان ضاقت الشاشة بعدد المهووسين به والممولين لإنتاجه.
بعد انتقال لعبة الموت الى الواقع اتسعت رقعة العمليات (مجال اللعبة) فبدئت باستهداف القائمين على حماية النظام فبدئوا بمصادر المعلومات للنظام الامني وعملوا على استهدافهم فبدئوا بالمهم  ثم الاقل  اهمية .
ثم انتقلوا الى استهداف العمال الميدانيين في المناطق الامنية بعد ان تمكنوا من القضاء على عقل النظام ، تفننوا وابدعوا في التوغل الى عقل النظام والسيطرة عليه والتخلص من العناصر التي لم تستوعب التحولات التي طرئت على هذي المنطقة بسبب اتساع مدى  لعبة الموت .
تمت السيطرة على المعسكرات ، وتم قتل رجال الامن والجيش في كل نقطة ومركز ومعسكر ، استفادوا من جهل اعيان البلد بما يجري واستمرارهم في خصوماتهم حيث كان كل طرف يحمل الاخر مسئولية ما يحدث.
وكل طرف يفرح عندما يكون الضحايا من الطرف الاخر.
استفاد منتجي لعبة الموت من الانقسامات فتوسعوا وبدئوا يسيطرون على المدن ، فبدئوا بمدينة ثم اكثر من مدينة ، وبدئوا يتفننون في سيناريوهات الرعب والقتل والسيطرة والعنف واتسعت اللعبة ونطاقها وعدد الممثلين والسيناريوهات والقوائم والعمليات المنفذة .
لم يدرك اغلبية الجمهور الى الان ان اللعبة قد انتقلت من شاشة العرض الى الواقع .
حتى عندما تسمع احدهم يبكي لفقد قريب له في صالة العرض الواسعة تظن انه متأثر من المشاهد المؤلمة لا لأنه فقد احد اقاربه بسببها.
حتى عندما شاهد الجميع مكتب القائد العام للبلد وهو يحترق لم يعلق احد وانما الكل ركز على ماذا... وكيف  وهل  كان متواجداً لحظة التصوير لتلك اللقطات في الفيلم ، ام انه جاء بعد العملية وتصوير المشاهد.
وهناك من اكد انه لم يكن متواجداً بتلك اللحظة وانما الصورة أخذت من قبل .
وما تلى تلك العملية وما قبلها من العمليات تظهر وكأننا لازلنا امام الشاشة وفي صالة العرض وان فيلم لعبة الموت لم ينتقل للواقع بعد.
وكل ما نراه هو عبارة عن تمثيل لا غير.
هذا ما أجده في ردود الافعال تجاه العمليات التي ينفذها القائمون على لعبة الموت من كل الاطراف.
حتى بت انا اشك في اني تأثرت من مشاهدة الفيلم وتفاعلت معه حتى بت اعتقد انه انتقل الى الواقع واطالب الجميع بان يتخذوا موقف مضاد وحازم لإيقاف لعبة الموت .
مما اضطرني لكتابة هذا المقال علي اجد من يشاطرني القول بأن لعبة الموت قد تجاوزت شاشة العرض الى الواقع ، او من يقنعني بانها لم تتجاوز الشاشة ونطاق التمثيل ، فافطن الى حساسيتي المفرطة تجاه المناظر البشعة التي يعرضها الفيلم.
ع/ش