الاثنين، 29 سبتمبر 2014

(عندما تتمرد الطرائد على دورها)
                              ..............................       عادل شلي
ـ لا تستغربوا ... فليسوا مخلوقات فضائية غريبة هبطت الى عالمنا فجأة.
ـ لا تغرقوا في الدهشة فليسوا كائنات مجهولة قفزت الى الواقع من احد الافلام المرعبة .
ـ حدقوا في ملامحهم جيداً وستتذكرون انكم شاهدتموهم من قبل .
ـ حدقوا في الندوب التي على اجسادهم وستتذكرون جراحهم الغائرة.
ـ حدقوا في مقلهم وستتذكرون نظرة الفزع والرعب التي استوطنت عيونهم ، حدقوا اكثر في عيونهم وستتذكرون نظرة الضراعة والرجاء لتلك الطرائد الخائفة التي استمتعتم كثيراً برؤيتها والصياد واتباعه المهووسين بمطاردتها وكلابهم البوليسية المدربة تطارها الى جحورها.
ـ منذ سنين ... كانت بهجة الفرجه عليها والصياد يطاردها احد متعكم الأثيرة .
ـ حدقوا في ملامحهم جيداً وراجعو سجل ذاكرتكم وستجدون تلك اللحظات الخاصة التي اغرقتم فيها الى حد الهوس ، حدقوا في عيونهم وستتذكرون نظرة الرجاء وطلب الغوث لإيقاف هذا المسلسل الوحشي الفظيع .
لاشك انكم تذكرتم وجوههم وهي تطرق ابواب الرحمة المؤصدة في صدوركم وعندما خارت قواها سقطت على عتبات بيت الرحمة في صدوركم .
ستتذكرون بلا شك انكم لم تجرؤ على التعاطف معها حتى بقلوبكم ، وانكم شاركتم في الوشاية بكل من تظنون انه سيتعاطف معها ، وكيف كنتم خير معين للجلاد وكلابه البوليسية في تفتيش جدران القلوب .
ـ لاشك انكم تذكرتم وانتم تهللون للصياد وتمجدون قسوته وتغرقون معه الى قعر هاوية التلذذ بقتل الطرائد .
وتذكرون كيف احلتم الرحمة جرماً يستوجب المحاكمة واعتنقتم قانون المطارد القاتل واعتبرتم ان المشاركة في طقوس الذبح والقتل وشرب الدماء هو الفضيلة .
لم تتصوروا يوماً ان الطرائد قد تتمرد على الدور الذي تفانيتم مع المطارد في رسمه لها، وهذا سر دهشتكم واستغرابكم .
ولكن ماهي الا برهة حتى تثبت الطرائد قدرتها على اتقان دور الصياد لتعودوا الى ممارسة بهجة المتعة والتلذذ بمطاردة الطرائد الجديدة .
لقد سقطت انسانيتكم في المرة الاولى ولن تتوقف عن السقوط ثانية وثالثه ، اعتنقتم سقوطكم وانسلاخكم عن ادميتكم ولم تدركوا انه لولا دور الفرجة البغيض الذي اغريتم به السفاح على اقتراف المزيد من الجرائم ، ولو انكم توقفتم واستهجنتم الدور لما تجرء على ممارسة هوسه الحيواني في العلن .
ـ لا سبيل الى تجاوزكم لمخاوفكم واستعادة انسانيتكم التي استحوذت عليها المسوخ الا برفض الدور ، ورفض المشاركة فيه.
حينها فقط لن تغلفوا خوفكم بثياب الدهشة .

                                       ..........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق