السبت، 18 أكتوبر 2014

الطعم والمصيدة

الطعم والمصيدة 
             ...................     عادل شلي

الطعم هو الطريقة التي يغري بها الصياد خصمه ليظهر ويسفر عن حقيقته والصياد الماهر هو الذي ينصب الطعم بعناية وذكاء ليتحول الى فخ ومصيدة لا يتمكن الخصم من النجاة منها
وكان الحوثي هو الطعم الذي ابتلعه محسن في زمن صالح ولكنه تمكن من تحويله من طعم للإيقاع به الى طعم للاستيلاء على  الحكم والتغلغل في كل مفاصله .
ـ وكان الحوثي هو الطعم الذي اغرى محسن ليمارس ذات الدور الذي مارسه من قبل  ،الغريب ان جماعة الحوثي لم تسقط في الفخ الذي نصبه لها محسن بعنايه فائقة كما كان متوقع وانما تجاوزت كل الشراك ليجد فجأة محسن نفسه بعد  سقوط كل فخاخه  قد تحول الى الضحية فيكتشف انه  من ابتلع الطعم  وسقط في الفخ كالغر الساذج ومكن خصومه المحليين والاقليميين وكافة القوى الدولية من الفوز باللحظة التي كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر من اكثر من عشر سنين.
فتحول الصياد الى فريسة تبحث عن جحر امن يخفيها من الوحوش المفترسة ولذا ينتقل  من الظهور الى الخفاء وما يقوم به اتباع القاعدة سواءً كان بالتنسيق معه ام مع خصومه هو الشرك الاخر الذي  يحكم ببقائه في الخفاء الى ما لانهاية ويمنح اعدائه فرصة التخلص منه للابد.
ـ تحرك اللجان الشعبية لإحكام القبضة الامنية على المحافظات يندرج ضمن المخطط الذي يخشى من اي ردة فعل من القوى التقليدية العسكرية والقبلية والدينية نتيجة ما حدث من عملية ناجحة لإخراج مراكز القوى التي كان يديرها محسن من جسد السلطة.
ـ سقوط الاجهزة الامنية بعد سقوط الفرقة لم يكن مستغرب واستعداد اللجان الشعبية التابعة لانصار الله خير دليل على ذلك.
ـ اي معارضة ستقابل اللجان الشعبية ستفسر على انها قوى محسوبة على مراكز القوى الغاية منها منح مراكز القوى ما يعزز موقعها في التفاوض.
ـ ها هي ذات القوى ترسل اللجان الشعبية الى مواقع التماس مع قوى التطرف  حيث اوكار المتطرفين والارهابيين  لتحاول من خلالها احكام القبضة الامنية ومحاصرة بؤر التطرف في مناطق محدودة  والحيلولة دون تسربها خارجها كما تحاول اغراء تلك العناصر بطعم اعضاء اللجان الشعبية التي سيثير تواجدهم حساسية الارهابيين فيخرجوا من جحورهم وسيدفعهم طعم اللجان الشعبية للظهور والكشف عن مناطق الاسناد والقوى التي تسهل حركتهم ، وسيوفر انتشار اللجان الشعبية بتلك المناطق معلومات استخباراتية هامة تسهل مهمة أي جهة امنية تتولى ملف القاعدة في المستقبل.
ـ ستدرك مراكز القوى الغاية من تواجد اللجان الشعبية  في تلك  المناطق فيخافون على وحوشهم القذرة من الانكشاف فيعمدون الى تغطية تحركاتهم عبر الايعاز الى اتباعهم بتكوين تحالفات قبلية ومناطقية وطائفيه واسعة تحت اي مسمى لمواجهة اللجان الشعبية لانصار الله واستغفال السذج وحشدهم للقيام بتلك المهمة .
ـ المرعب ان تقوم بعض القوى بحشر تعز واب المدنيتان في امر ليس لهما فيها لا ناقة ولا جمل عبر حشود مسلحة  يجعلها محل الكثير من علامات الاستفهام لأنها لا تمت لتعز واب المدنيتان باي صلة ، فتعز واب المدنيتان ستعبر عن رفضها للجان الشعبية وغيرها من المسميات بأسلوب مدني سلمي يكشف حقيقة تعز واب ، وسينظر ابنائها الى اعضاء اللجان الشعبية بصمت وريبة فان اغرى بقائهما العدو الخفي بالظهور فستبتسم في صمت عندما تتخلص تعز واب من اين منهما، فان طال مكوثه بلا سبب فهي القادرة على طرده بأساليبها السلمية والمدنية.
ـ كان الحوثي هو الطعم الذي ابتلعه محسن ولم يفطن للأمر الا عندما اقتحمت مليشيات انصار الله الفرقة ، وها هي اللجان الشعبية لانصار الله تتحول الى طعم اخر يغري القوى المتطرفة والارهابية للخروج ، فتتخلص القوى المحلية من مراكز القوى والمتطرفين بطعم واحد ، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة :
ـ هل السيد وجماعة انصار الله  محصنين  من الوقوع في ذات الفخ  الذي  تم نصبه لإعدائه ..؟ ام ستكون اللجان الشعبية هي الطعم والشرك الذي اسقط صاحبه وخصومه ..؟
                                  ..........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق