الاثنين، 12 يناير 2015

كيف تحول الصراع بين الاغنياء والفقراء الى صراع بين الفقراء والاسلام ..؟

كيف تحول الصراع بين الاغنياء والفقراء الى صراع بين الفقراء والاسلام ..؟

                                                                                                  بقلم /عادل شلي

تجار الحروب بالوكالة حولوا الصراع طوال الحرب الباردة بين القطبين من صراع بين الاشتراكية والرأسمالية الى صراع بين الماركسية والاسلام .
ارادها ماركس صراع طبقي بين الاغنياء والفقراء وارادها تجار الحروب بالوكالة الى صراع بين الفقراء والاسلام .
اقحام الاسلام في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل لم يشفع للمغرر بهم لدى الرأسماليين وانما حولهم الى ارهابيين تطاردهم طائرات الاغنياء وكلابهم البوليسية.
لم يتعلم الفقراء المغرر بهم من الدرس ، وانما اعتنقوا مثلبتهم كمسخ ملعون يعتنق لعنته ، وتحول الارتزاق باسم الدين الى مهنة مقدسة ، وبدئوا في تقديم انفسهم للمرابين والمحتكرين وعرضوا بضاعتهم على شكل عمليات ارهابية .
لم يكن هناك من عدو لهم سوى انفسهم وابناء جلدتهم فقدموهم قرابين ومواد اعلانية يسعون من خلالها لإبراز امكانياتهم ، وانهم يجيدون مهنتهم ويتفننون فيها و لا يفرق رسل الموت بين عدو او قريب ، فالقاتل المحترف لا يفرق بين قذال وقذال ، فتأمروا على ابناء جلدتهم ، ووسعوا هوة الفقر وعدد الارامل والايتام وجعلوا من الوطن تجارتهم ، وزعزعة امنه واستقراره وذبح ابنائه سلعهم الرائجة وجعلوا من تمزيقه واضعافه وتمكين المرابين من التدخل في شئونه والسيطرة على قراره غايتهم .
لجائوا الى ذات الاجهزة الاستخباراتية القذرة التي استثمرت جهلهم من قبل للزج بالإسلام في معاركهم الخاصة لتقوم بذات الدور في توظيفهم كمرتزقة لكن ليس ضد اهداف مجهولة كما كان في السابق وانما ضد اهداف معلومة جداً وهي جزء من الذات حيث باتت اوطانهم الهدف واخوتهم وابنائهم واصدقائهم ومعارفهم الضحايا .
منحوا المحتكر والمرابي وتجار الحروب جواز المرورللتدخل في شئون البلد ولكن بثوب المخلص والمحسن والبار الرحيم.
اختاروا عملياتهم بدقة متناهية ضربوا الاقتصاد والامن ، ليضاعفوا مساحة الفقر وعدد الفقراء ويوسعوا دائرة الذعر والخوف والفوضى .
واستثمروا الفقر وحاجة الشباب ومارسوا عليهم ذات الحيلة التي مورست عليهم من قبل واقحموا الدين في ابشع صفقة .
خدموا الغرب الراسمالي الجشع ـ الذي تاجر بدمائهم ومعتقداتهم وحولهم الى مرتزقة وقتلة ومجرمين وافاقين ـ كما لم يخدمه احد من قبل.
اخر ماركسي قاموا بذبحه قبل عقود يقهقه في قبره مسروراً لسوء ما جازاكم به المرابين المحتالين .
ولكنهم رغم ذلك لم يتعلموا الدرس ولم يحجموا بعد عن تقديم خدماتهم.
ـ يترقى المغرر به منهم ليصبح مساعد ـ يمتلك الخبرة الكافية في الحيلة والتغرير بأمثاله ـ مع فارق في الزمن والظرف والدافع ربما ـ لدى احد تجار الحروب بالوكالة وينتظر الفرصة المناسبة ليحل محله .
لم يسيئ احد للإسلام كما اسائوا له ، ولم يستبح احد الدين والوطن والقيم والاخوة والانسانية كما فعل مرتزقة العصر .
اتخذوا من ثورات الربيع العربي مطية للعودة الى ممارسة ذات الدور القبيح وبدئوا بتشييد محرقة كبرى في سوريا تكون نواة لحرب باردة جديدة بين المسلمين وعمدوا الى تصنيفهم الى شيعة وسنة ليساهموا كما هو دابهم في هزيمة الفقراء وزيادة افقارهم وتمزيق الاوطان واشاعة الفوضى والذعر وتشويه المقدس .
وحقاً ان قطار الخطيئة اذا تحرك لا يوقفه شيى ، فهؤلاء لن يتراجعوا من تلقاء انفسهم ابداً وانما يندفعون كالسهم في هاوية الغي المقيت .
اوقفوهم قبل ان تغضب الارض والسماء لتخاذلكم عن ايقافهم فتقوم قيامة الجميع .
ولولا المقدس لما تاجر بالخطيئة محتال قط .

...............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق