(عندما تتمرد الطرائد على دورها)
.............................. عادل شلي
ـ لا تستغربوا ... فليسوا مخلوقات فضائية
غريبة هبطت الى عالمنا فجأة.
ـ لا تغرقوا في الدهشة فليسوا كائنات
مجهولة قفزت الى الواقع من احد الافلام المرعبة .
ـ حدقوا في ملامحهم جيداً وستتذكرون انكم
شاهدتموهم من قبل .
ـ حدقوا في الندوب التي على اجسادهم وستتذكرون
جراحهم الغائرة.
ـ حدقوا في مقلهم وستتذكرون نظرة الفزع
والرعب التي استوطنت عيونهم ، حدقوا اكثر في عيونهم وستتذكرون نظرة الضراعة والرجاء
لتلك الطرائد الخائفة التي استمتعتم كثيراً برؤيتها والصياد واتباعه المهووسين بمطاردتها
وكلابهم البوليسية المدربة تطارها الى جحورها.
ـ منذ سنين ... كانت بهجة الفرجه عليها
والصياد يطاردها احد متعكم الأثيرة .
ـ حدقوا في ملامحهم جيداً وراجعو سجل
ذاكرتكم وستجدون تلك اللحظات الخاصة التي اغرقتم فيها الى حد الهوس ، حدقوا في عيونهم
وستتذكرون نظرة الرجاء وطلب الغوث لإيقاف هذا المسلسل الوحشي الفظيع .
لاشك انكم تذكرتم وجوههم وهي تطرق ابواب
الرحمة المؤصدة في صدوركم وعندما خارت قواها سقطت على عتبات بيت الرحمة في صدوركم
.
ستتذكرون بلا شك انكم لم تجرؤ على التعاطف
معها حتى بقلوبكم ، وانكم شاركتم في الوشاية بكل من تظنون انه سيتعاطف معها ، وكيف
كنتم خير معين للجلاد وكلابه البوليسية في تفتيش جدران القلوب .
ـ لاشك انكم تذكرتم وانتم تهللون للصياد
وتمجدون قسوته وتغرقون معه الى قعر هاوية التلذذ بقتل الطرائد .
وتذكرون كيف احلتم الرحمة جرماً يستوجب
المحاكمة واعتنقتم قانون المطارد القاتل واعتبرتم ان المشاركة في طقوس الذبح والقتل
وشرب الدماء هو الفضيلة .
لم تتصوروا يوماً ان الطرائد قد تتمرد
على الدور الذي تفانيتم مع المطارد في رسمه لها، وهذا سر دهشتكم واستغرابكم .
ولكن ماهي الا برهة حتى تثبت الطرائد
قدرتها على اتقان دور الصياد لتعودوا الى ممارسة بهجة المتعة والتلذذ بمطاردة الطرائد
الجديدة .
لقد سقطت انسانيتكم في المرة الاولى ولن
تتوقف عن السقوط ثانية وثالثه ، اعتنقتم سقوطكم وانسلاخكم عن ادميتكم ولم تدركوا انه
لولا دور الفرجة البغيض الذي اغريتم به السفاح على اقتراف المزيد من الجرائم ، ولو
انكم توقفتم واستهجنتم الدور لما تجرء على ممارسة هوسه الحيواني في العلن .
ـ لا سبيل الى تجاوزكم لمخاوفكم واستعادة
انسانيتكم التي استحوذت عليها المسوخ الا برفض الدور ، ورفض المشاركة فيه.
حينها فقط لن تغلفوا خوفكم بثياب الدهشة
.
..........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق