الأربعاء، 3 أغسطس 2022

جبل عولي بمديرية حجة " الشراقي "










 (رحلة الى جبل عولي )


       بقلم/ عادل شلي


يعتبر جبل عولي من الجبال المنيعة التي تفصل بين مديرية الشراقي ومديرية بني العوام.

ويمثل هو وجبل حقيل الحد الفاصل لمديرية ريف حجة مع المديريات الاخرى.

 ويتم الصعود الى قمته  من منطقة الشمه التابعة لمديرية بني العوام من جوار سد الشمه.

عبر طريق تم شقه على حساب السلطة المحلية بمديرية حجة ومديرية بني العوام.

وعند اقترابك من قمة الجبل تجد اثار النوب والسور الغربي لعولي.

ويسمي المدخل الغربي لعولي باب السلام الذي يصفه الاستاذ عبدالله الزبيري بالباب الرئيسي لعولي حيث كانت تدخل منه الجمال المحملة مما يشير الي ان جبل عولي كان محطة تستريح فيها القوافل التجارية.

ـ ويضيف الاستاذ عبدالله الزبيري ان بيوت السكان كانت على حافة الجبل واشار الي اثارها التي لازالت قائمة على الحافة الصخرية للجبل.

 ـ وفي قمة الجبل قاع واسع ومنبسط ينحدر بشكل بسيط من الشرق والجنوب باتجاه الشمال والغرب.

 ويذكر العقيد رصاص النمر مدير عام مديرية بني العوام ان المساحة المزروعة في جبل حقيل حوالي 1400 لبنه .

مما يعني ان المساحة المستوية على سفح الجبل اضعاف ذلك.

ـ واعجب مايميز جبل عولي وعورة الطريق اليه وانبساط قمته وخصوبة تربته.

ـ وتقع منازل ساكنيه في الجهة الشمالية الغربية من الجبل.

ويتكون الجبل من ارض مستوية مزروعة بالحبوب وبعض اشجار التالوق والطنب .

ـ انتش


ار المقابر والمجنات "1" على سطح الجبل بشكل لافت يشير الى قدم الحياة على سطحه وامتدادها الى عصور موغلة في القدم. 

ـ يوجد بسطح الجبل من جهة الشرق حصن قديم مسور باحجار صخرية كبيرة ولازالت اثار نوب الحراسة والمواشيق المخصصة لصد الغزاة ظاهرة.

   ويذكر الاستاذ عبدالله الزبيري انه كان يوجد باب واحد للحصن هو باب النصر وكان يحيط به خندق عميق  يحول دون الوصول الي الحصن الا من باب النصر

وتوجد في الحصن اثار لعدد من المباني والبرك ومدافن الحبوب والسراديب العميقة التي كانت تستخدم كسجون ايام الاتراك ـ حسب افادة الاهالي ـ والواضح انها  سراديب وممرات سريه للحصن كانت تستخدم لاغراض متعددة .

ولازال مبني المسجد التابع للحصن قائما ويقول الاهالي انه بني في عهد الاتراك 

ويوجد بجوار المسجد بركة واسعة تراكمت فيها احجار كثيرة تساقطت من احجار المباني المهدمة بالحصن ويقول الاهالي ان بجدران البركة العديد من النقوش والكتابات القديمة والتي لم نتمكن من الاطلاع عليها.

ـ وبقية البرك وخزانات المياه قام الاهالي بتغطيتها بالزنك للحفاظ على المياه.

ـ ويقول الاهالي بأنهم سمعوا من اجدادهم  انه كان بداخل الحصن ثمانية مباني رئيسية يتكون كل مبني من العديد من الطوابق ولم تكن ترى من خارج السور وذلك لارتفاع سور الحصن.

ويقول احد السكان ان المسجد القديم كان يقع جنوب الحصن وان الاتراك قد قاموا بهدمه ونهب خشب الصندل الثمين الذي بسقفه.

 وربما  يكون المسجد القديم احد المعابد القديمة خاصة وان اليمنيين كانوا يبنون معابدهم على رؤس الجبال.

ـ المساحة الواسعة والمستوية باعلى الجبل والتربة الخصبة ووعورة وصعوبة مسالكه جعلت منه مسكنا فريدا للوعول التي تكاثرت علي سفحه وهذا يفسر وجود الكهوف والسراديب والممرات التي باسفل الحصن.

واستمرت الوعول تتكاثر على سطحه حتى تمكن الانسان من اكتشافه واستيطانه والاستفادة من خصائصه فبدأ في مزاحمة الوعول التي انسحبت الى الجهة الشرقية والجنوبية.

وهذا يفسر لنا سبب تسمية الجبل بعولي وسلسلة الجبال التي تقع الي الشرق منه بجبال عويله اي موطن الوعول.

وبسبب المكانة المقدسة للوعول كرمز لاله القمر يجمع على قداسته كل اليمنيين ظلت الوعول تستوطن جبل عولي وسفوح جبال وعيله حسب وصف الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب." 2"

ـ وشيدوا معابدهم المقدسة بقممها وحرم حكمائهم وسدنة معابدهم الاعتداء على الوعل ومنحوا شبابهم فرصة لاظهار قدراتهم ومهاراتهم في العدو والصيد وكانت فترة اصطياد الوعول تسمى بموسم الصيد المقدس.

وكانت تجري العاب موسم الصيد المقدس على سفح جبل عولي حيث يتم دعوة امهر الصيادين الي سفح الجبل المقدس.

ليقوم الكهنة والحكماء بتدشين موسم الصيد المقدس والذي من خلاله يتم اختيار امهر الصيادين للقيام بمهمة حماية الجبل المقدس ومواجهة المعتدين واستقبال القادمين لطلب البركة وتقديم النذور والقرانين للاله عثتر.

ـ ولهذا تطلب مواصفات خاصة لمن يسمح لهم بالسكن في سفح الجبل الامر الذي بفسر لنا اليوم اقتصار السكن على سفح جبل عولي على اسرة من ال الغزي منذ مئات السنين.

 ـ ومع تطور الحياة وصراع الممالك والدول على المواقع الحصينة والمنيعة.

وانتقال مهمة حماية المعبود وبيت الالهة من القبيلة والعشيرة الى الدولة ظهرت اهمية جبل عولي وسلسلة الحروب والصراعات للسيطرة عليه والكم الكبير من التغيرات التي تعاقبت عليه بتعاقب الدول وتوافق واختلاف معتقداتها لان من يسيطر على جبل عولي يبسط نفوذه على كل ماحوله ولن يؤثر فيه حصار لشهور او سنوات ففي سطح الجبل ارض زراعية خصبه توفر لسكانه محصول وافر يكفي سكانه لسنوات والعديد من برك وخزانان المياه.

ـ تغير كل شيئ على سفح جبل عولي الا احفاد سلالة الصبادين الاوائل الذين شيدوا دورهم بجوار باب السلام بالجهة الغربية من الحصن وتحولوا من مهنة الصيد الى الزراعة مع محافظتهم على مهمتهم في حماية الجبل المبارك والمقدس.


ـ لقد استمتعت بزيارة جبل عولي ولاحظت ان السيول والامطار تقوم بتجريف التربة من سفح الجبل.

 مما سيؤدي الي تناقص  المساحة الصالحة للزراعة علي سفح الجبل .

الامر الذي يستوجب عمل سياج من الاحجار لحماية التربة من الانجراف.

ـ ينبغي رصف الاجزاء الوعرة من الطريق المؤدية للجبل التي جرفتها السيول .

والاهتمام بالترويج السياحي لجبل عولي وتمكين الراغبين في زيارته من الوصول الى قمته.

ـ ايقاف اعمال الحفر العشوائي التي يقوم بها الاهالي وغيرهم للبحث عن الكنوز.

 وتكليف فريق متخصص من الاثار والتربة والنبات والميثولوجيا ووو.. لدراسة مظاهر الحياة والعمران التي تعاقبت على جبل عولي منذ فجر التاريخ.

ـ يمكن الاستفادة من خصائص الجبل والاطلالة الخلابة منه لاقامة العديد من المشاريع الاستثمارية وتركيب تلفريك من سفح الجبل الى منطقة الشمه.

والاستفادة من المساحة التي بجوار السد " سد الشمه" لاقامة منتزه سياحي قادر علي تحريك عجلة السياحة الداخلية وجذب الزوار للاستمتاع بجمال المناظر الخلابة بمديرية بني العوام.

ـ ادعوا كافة المستثمرين والتجار من ابناء مديرية بني العوام للتنسيق مع السلطة المحلية للاستثمار في هذا الجانب ودعم حملات الترويج السياحي .

ـ رفاق رحلتنا الى جبل عولي

الصديق العزيز رصاص النمر مدير عام مديرية بني العوام.

والاعلامي المتألق عبدالسلام الاعور

والشاب المبدع راجح عادل

والشاعر الملهم والكاتب القدير عبدالله الزبيري.

والسائق المحترف عادل اليتيم.

والطفل الرائع ليث النمر

          

   **    

ـ1/ المجنة : اسم يطلق على المقبره 


ـ 2/ كتاب صفة جزيرة العرب الصفحة 113

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق