الأحد، 2 يناير 2011



بسم الله الرحمن الرحيم

اوباما والألفية الثالثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم /عادل شلي

إن انتخاب أوباما يمثل  الحدث الأبرز في السنة الأخيرة من العقد الأول للألفية الثالثة وذلك لما يمثله هذا الحدث من الأهمية وما يختزله من الدلالات ،التي تصب في مجملها  لتكوين صوره واضحة عن الملامح المفترضة للألفية الثالثة وذلك للأسباب التالية:ـ
ـ انتخاب اوباما يمثل الانتصار الأكبر لدعاة الحرية والمساواة والحقوق المدنية ومناهضة العنصرية والتمييز،والمساواة بين الشعوب والأعراق ويعلن موت ودفن العنصرية ومخلفات العبودية والاسترقاق وظلم وامتهان الإنسان لاخية الإنسان منذ فجر التاريخ وحتى منتصف القرن وتشكيل الأمم المتحدة والتصديق على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،وفوز اؤباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود ركب الحضارة الإنسانية ومن قبله زعيم جنوب أفريقيا يشير بوضوح إلى نهاية هذا الموروث البغيض لدى قطبي معادلة الاسترقاق والتمييز على السوء ،مما يؤكد بان الانتصار للحقوق والحريات سيكون أهم وابرز ملامح الألفية الثالثة .
ـ فوز اوباما صاحب مشروع التغيير يمثل بداية رائدة للحضارة الغربية التي تأسست أبان عصر النهضة تجمع بين العدالة والحرية وتردم الهوة التي كانت تفصل بينهما وترسم صورة واضحة الملامح لإنسان الألفية الثالثة الذي يقف على قدمين ثابتتين  لايفصل بينهما هوة اوجدار،مما يشير إلى أن الألفية الثالثة ستفتح بوابة التكامل الإنساني في افقه الواسع بكل ما يحمله هذا المعنى من الدلالات .
ـ فوز اوباما صاحب المشروع السلمي في سياسته الخارجية ،يشير الى تبادل الأدوار في القيادة حيث تراجع الصر اعيين إلى الخلف وانتقل دعاة السلم الى الأمام مما يبشر بأن الألفية الثالثة ستحمل في طياتها العديد من زهور الأحلام المؤجلة والبشائر الفائحة لدعاة السلام ،ورغم أن المعركة لن تكون سهلة مع سدنة الصراع الذين سيتمسكون بمواقعهم ومصالحهم و لن يتخلوا عن ارثهم الكبير ،وان منظومة الصراع المترامية الأطراف  والشبكة الاقتصادية والإعلامية والخلفية الفكرية والثقافية الضخمة التي تستند أليها لن يتم تفكيكها بسهوله ويسر وان المنظومة الجديدة التي ستتأسس على أنقاضها لن تنبثق بين عشية وضحاها وإنما ستحتاج إلى عقود من التراكم والنماء ،وإذا كانت سحب دخان الحرب الباردة  وأبخرتها قد حجبت فوح زهرة السلام التي زرعها غاندي في الهند لعقود فأن فوح زهرة اؤباما لن تحجبها ـالروائح الكريهة التي تبعثها اللانظمة والجماعات والشركات الخفية عبر عصابات التطرف والإرهاب التي تديرها وكما سقط  وهم الجدار إمام الحقيقة ستسقط التمائم الزائفة والأستار البالية لدعاة الصراع قريبا ،وما خرافة مبررات الحرب على العراق والأزمة الاقتصادية التي عصفت بالأنظمة الرأسمالية عنا ببعيد.
ـ فوز اؤباما العلماني الليبرالي الذي يحترم الأديان وليس لديه أي موقف منها يشير إلى نهاية القطيعة والعداء بين العلمانية والدين ،وان إمكانية التلاقي بينهما اكبر من ضيق العداء ،وفوز اؤباما الذي جسد لحظة مصالحة تاريخية بين العلمانية والأديان يشير بوضوح إلى أن الألفية الثالثة ستشهد تقارب كبير بين العلم والدين .
ـ ورغم مامني به الديمقراطيين من الهزيمة في الانتخابات النيابية إلا أن حدث انتخاب اؤباما سيكون التحول الأبرز في الألفية الثالثة والذي سيشتغل عليه المصلحين والمفكرين والساسة لقرون ،وستظل مفردات مشروع التغيير الذي قاد إلى انتخابه من الشعب الأمريكي وثيقة هامة في التاريخ الإنساني وبانتخاب اوباما ستقول الأجيال أن الخطوة الأهم في الرحلة منذ أن أغلقت السماء أبوابها هي خطوة اؤباما .
                                                
                                               انتهى
                                                       


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق