الجمعة، 30 يناير 2015

ذمار.. مفتاح السر للحضارة اليمنية القديمة

ذمار.. مفتاح السر للحضارة اليمنية القديمة
......................
                                               فضل الأشول
قصيدة حالمة مفرداتها الطبيعة البكر وأبياتها الجمال الآسر

تقع محافظة ذمار على بعد حوالي 70 كم جنوب مطار العاصمة صنعاء والتي يبعد مركزها عن العاصمة
بحوالي 100 كم.. وبحكم موقعها الجغرافي فإنها تتوسط عدداً من المحافظات اليمنية حيث يحدها من الشمال محافظة صنعاء ومن الشرق محافظتا صنعاء والبيضاء ومن الغرب محافظتا ريمة والحديدة ومن الجنوب محافظة إب.
وتبلغ مساحة محافظة ذمار 7.935كم2 وتنقسم إلى 12 مديرية وهي مديريات: ذمار- الحدا- عنس- مغرب عنس- ميفعة عنس- جهران- جبل الشرق- المنار- ضوران- عتمة- وصاب العالي- وصاب السافل وتتكون من(314) عزلة ومركزاً تحتوي على(3262) قرية ويقطنها حوالي مليون و329 ألفاً و229 نسمة حسب تعداد العام 2004م.
مناخ معتدل
يتميز مناخ المحافظة بالاعتدال عموماً ويميل إلى البرودة شتاءً في وسطها وأجزائها الشرقية ويسود المناخ المعتدل الدافئ مناطق الوديان والمنحدرات الغربية ويبلغ معدل الحرارة مابين(10ْ)-(19ْ) مئوية صيفاً وفي الشتاء بين(8)-(1-) درجة مئوية تحت الصفر. وترتفع عن سطح البحر(1600-3200م) وتتوزع تضاريسها مابين جبال عالية تتخللها الأودية وهضاب وقيعان فسيحة ومن أشهر الجبال:
اسبيل- اللسي- جبل ضوران وجبال وصابين وعتمة كما يتوسط المحافظة قاع جهران أكبر وأوسع قيعان الهضاب اليمنية أي أنها تمتلك مقومات السياحة بتصنيفاتها المختلفة علاوة على المناطق الأثرية الموغلة في القدم.
المستوطنات والمدن القديمة
في منطقة وادي زبل شرق مدينة ذمار توجد أقدم المستوطنات البشرية في المحافظة وتعود إلى حوالي الألف السادس- الخامس قبل الميلاد وفي العصور التالية بدأت المستوطنات تظهر وتتسع في مناطق مختلفة فظهرت أول مدينة حميرية مكتملة العناصر في حوالي الألف الثاني ق. م وهي المعروفة حالياً بـ«حمة القاع» إلى الشرق من مدينة معبر ورافقتها في الظهور مدينة سمعان المعروفة بمصنعة مارية غرب مدينة ذمار ليتوالى انشاء المدن الحميرية في الألف الأول ق. م ورافق ظهور النقوش الكتابية المدونة بخط المحراث وأقدم ماعثر عليه من نقوش حتى الآن يعود إلى القرن الخامس ق.م وقد مثل ظهور الأسرة الريدانية في نهاية القرن الثاني ق.م تحولاً كبيراً في تاريخ المنطقة إذ ازدادت المدن الحميرية أهمية وأخذت في الاتساع فأضيفت إليها الأسوار الدفاعية وبدأت المدن الملكية بالظهور في مناطق متعددة مثل مدينة بينون ومدينة(هكر) وكلاهما حظي باهتمام الملوك الريدانيين الذين انشأوا القصور والمعابد الضخمة.. مثل قصر شهران في مدينة بينون وقامت القبائل الحميرية بتشييد القصور في حواضرها الرئيسية ومن تلك القصور قصر(صنع) التابع لقبيلة ذمري في حاضرتها يكلا(النخلة الحمراء) وقصر شبعان الذي شيدته قبيلة مقرى في حاضرتها سمعان(مصنعة مارية) ومن المدن الحميرية المهمة أيضاً مدينة ذمار(ذمار القرن) ومدن هران- ضاف- تعرفان (بيت ضبعان(عاثين-راسة- بوسان- يفاعه) بالاضافة إلى عدد من المدن التي لايعرف موقعها حالياً.
القرى والمدن الإسلامية
يقول علي ضيف الله السنباني مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة ذمار في العصر الاسلامي: بقيت بعض الحواضر القديمة محافظة على حيويتها إلى حد ما بينما شهدت بعضها تراجعاً كبيراً مثل مدينة سمعان ومدينة ذمار القرن في الوقت نفسه بدأت حواضر جديدة في الظهور ساعدتها الظروف الجديدة على النمو السريع والازدهار ومن أهم هذه المدن مدينة ذمار عاصمة المحافظة وأكبر مدنها التي احتلت مكانة أكبر لدى اليمنيين ساعدها في ذلك موقعها المتميز لتصبح واحدة من المدن اليمنية التي لها بصمات واضحة في التاريخ المعاصر.
ومن المدن الاسلامية مدينة ضوران التي شيدها الأمير الحسن بن القاسم وجعلها عاصمة للدولة القاسمية ومدينة المواهب التي بناها الإمام المهدي محمد بن أحمد بن الحسن وهناك الكثير من المدن والقرى المشيدة في العصر الاسلامي على أنقاض مدن حميرية وأحيطت في الفترات التاريخية المضطربة بأسوار دفاعية مثل ذي سحر- عيشان- رخمة معبر ذي حولان- مصنعة عبدالعزيز- سنبان- خربة أفيق- الكولة- باب القلاك- هجرة منقذة- زراجة- جلفة- موشك.
نقوب بينون وبني حديجة
وهذه النقوب أو الأنفاق من أبرز المواقع الأثرية في المحافظة فعلى مقربة من مدينة بينون يوجد نفقان عظيمان منقوران في الصخر ويخترقان جبلين متوازيين بينهما واد الغرض منهما يتم تزويد وادي نمارة بالمياه وأحد النفقين مفتوح ويشهد اقبالاً كبيراً من السياح الأجانب والمحليين والآخر مغلق بسبب تصدع حاصل في الجبل أدى إلى انسداده يسبق النفق المفتوح قناة واسعة منقورة على الصخر ومدعمة بجدران شيدت بأحجار ضخمة مهمتها ايصال المياه إلى مدخل النفق ومن ثم تسير بداخله مسافة(150) متر هي طول النفق وعرضه 3 أمتار بينما ارتفاعه من الداخل(4.5) متر ويبلغ طول القطع من الخارج(18) متراً تسير المياه بشكل مستقيم حتى منتصف النفق ثم تنحرف يميناً عدة أمتار وبعدها تنحرف يساراً وتسير بشكل مستقيم حتى نهاية النفق لتصب في قناة تمتد حوالي كيلو متر واحد لتصل إلى النفق الثاني المغلق حالياً.
أما نقوب بني خديجة فاتفق الأول حفر لتحويل الماء من وادٍ مخفض إلى آخر مرتفع بواسطة سد طول النفق حوالي 200 م مابين الواديين.
السدود الأثرية
بما أن محافظة ذمار من المحافظات الزراعية الشهيرة بتربتها الخصبة فلا غرابة أن تزخر بجملة من السدود الأثرية التي بناها الأجداد ومن أهمها:
سد العقم
هو سد حمير كبير جرف السيل أطرافه ولم يبق منه سوى منطقة الوسط وهو الجزء الخاص بتصريف المياه.
سد اضرعة
أحد السدود الحميرية المهمة وتتمثل أهميته متميزه عن غيره من السدود اليمنية بوجود نظام هندسي فريد لتصريف مياه السد إلى الأراضي الزراعية حسب الحاجة ,ويشتمل نظام التصريف هذا على وحدة بنائية ملحقة بالجدار الداخلي الرئيسي للسد بها قنوات على ارتفاعات متساوية والمعروف في السدود القديمة أنها لتصريف المياه وليست لخزنها وهو أول سد معروف لتخزين المياه وتصريفها عند الحاجة.
سد العجماء:
وهو سد عظيم بجوار قرية حالة إلى جهة الغرب من مدينة ذمار بحوالي 12 كم شيد السد بواسطة جدار عريض يصل بين جبلين الغرض منه حجز مياه الأمطار والاستفادة منها في سقي الأراضي الزراعية الواقعة أسفل السد والممتدة حتى قرية مارية.
المساجد
تمتلك المحافظة عدداً من المساجد الأثرية القديمة يقول علي السنباني مدير فرع هيئة الآثار :إن أهمها الجامع الكبير بمدينة ذمار الذي شيد في القرن الأول الهجري وفق طراز المساجد الجامعة إذ يتألف من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة وكان سقفه مغطى بمصندقات خشبية عليها زخارف إسلامية ملونة تشبه مصندقات سقف الجامع الكبير بصنعاء.
اقدم منبر في العالم الإسلامي
ومايميز الجامع الكبير بذمار منبره القديم الموجود حالياً في المتحف الإقليمي لمحافظة ذمار ويعد هذا المنبر ثاني أقدم منبر في العالم الإسلامي ومن مساجد ذمار أيضاً مسجد الإمام يحيى بن حمزة العلوي صاحب المصنفات في اللغة ومسجد الإمام المطهر بن محمد بن سليمان وقبة دادية ومسجد الأمير سنبل..
كما تنتشر المساجد الأثرية في مختلف المديريات خاصة في المنطقة الغربية وفي بعض القرى الصغيرة مثل هجرة ملص في مديرية عنس التي تحتوي على 7 مساجد قديمة وفي مديرية عتمة يوجد العديد منها على سبل المثال جامع (الحقيبة) في عزلة بني أسد من مخلاف رازح وجامع جوفه من مخلاف بني بحر.
ومن المساجد القديمة ماكان عليه قبة كبيرة من مثل مسجد قبة دادية في مدينة ذمار.
المدرسة الشمسية
وعن هذه المدرسة يؤكد القاضي أحمد بن محمد بن عبدالرحمن العنسي خطيب المدرسة الشمسية وعضو جمعية علماء اليمن أنها من أشهر المعالم الدينية في المحافظة شيدت بأمر من الإمام شرف الدين وبدأت عمارتها سنة 947هـ وتم الانتهاء من عمارتها 949هـ وفي زمن لاحق شيد لها مئذنة عالية وصارت المئذنة من أهم معالم مدينة ذمار وتقع المدرسة الشمسية في حي الجراجيش غرب السوق القديم وسميت بالشمسية نسبة إلى أحد أبناء الإمام شرف الدين وهو الأمير شمس الدين ,وقد لعبت المدرسة دوراً مهماً في نشر العلوم الشرعية واللغوية ودرس وتخرج منها علماء اليمن وأدباؤها المتميزون.. الحق بالمدرسة مساكن (منازل) خاصة بالطلاب الوافدين من المناطق الأخرى وكان طلاب العلم الوافدين يعرفون بالمهاجرين ومن جملة هؤلاء الطلاب الذين درسوا وسكنوا في منازلها شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني.
المقابر والأضرحة
تنتشر المقابر التي تعود للعصر الحميري على طول المحافظة وعرضها منها مقابر أرضية وأخرى منقورة في الصخر بشكل حجرات مستطيلة بداخلها كوات مخصصة لوضع الموتى.
وتعد مقابر (ذمار القرن) من النماذج الرائعة للمقابر الصخرية وهناك المقابر الأرضية التي عثر على عدد منها وأجريت فيها حفريات علمية بحسب إفادة مدير فرع هيئة الآثار والمتاحف وأبرزها مقابر قرية ورقه التي عملت بها بعثة إيطالية ومقبرة هران في الجهة الشمالية لمدينة ذمار التي عمل فيها فريق وطني ثم فريق من المركز الأمريكي للدراسات اليمنية.
وفي العصر الإسلامي تغير شكل المقابر وبرزت الأضرحة التي تضم وفاة الشخصيات الشهيرة ومن أهمها في مدينة ذمار ضريح الإمام يحيى بن حمزة الملحق بمسجده وضريح الإمام المطهر بن محمد الملحق بمسجده أيضاً وإلى جواره قبة ضريح الأمير الحسين بن القاسم وفي مدينة ضوران القديمة يوجد ضريح الأمير الحسين بن القاسم وقد تهدم جراء زلزال عام 1982م وفي المديريات الغربية تنتشر أضرحة الأولياء الصالحين ويتكون الضريح من غرفة مربعة تعلوها قبة وبداخلها يوجد القبر الذي يغطي عادة بتابوت مصنوع من الخشب عليه زخارف قوامها أشرطة نباتية وكتابية وأشكال هندسية منفذة على الخشب بطريقة الحفر الغائر والبارز ولازال عدد من الأضرحة قائماً وبحالة جيدة.
القلاع والحصون
كما يوجد عدد كبير من القلاع والحصون الأثرية والتي شيدت على قمم الجبال العالية وجوار المدن والقرن الموجوده في أماكن منبسطة ومن أشهرها: قلعة بني أسد في مديرية عتمة وهي الآن عبارة عن جبل عالٍ يصعد إليه عبر درج لازال صالحاً للاستخدام إلى الآن في قمته استواء وجميع حوافه حادة لايصعد إليه إلا من مكان واحد ومن أهم مكونات قمة الجبل خزان واسع لتخزين مياه الأمطار ومدافن الحبوب المتناثرة على الصخر وبأشكال هندسية بديعة ومسجد صغير مزخرف الأخشاب بآيات قرآنية.
قلعة صينة: في مغرب عنس معلم أثري تحيط به أسوار وله بوابه كبيرة وفي الداخل يوجد مدافن للحبوب وبرك للمياه ومسجد صغير بالإضافة إلى بئر منحوتة في الصخر تقع على قمة جبل أسعد.
قلعة القاهر الأثري والسياحي الذي شيد على صخرة كبيرة في عزلة وثن مغرب عنس وتطل على أودية عتمة والقفر ووادي حمض.
قلعة حلفه تعود إلى العصر الاسلامي لها مدخل واحد ولازالت مسكونة ويوجد بها مسجد أثري وقلعة الدن كذلك من القلاع الشامخة في مديرية وصاب العالي وهناك قلعة الوايلي وقلعة مصنعة.
الحصون
حصن هران يقع في الجهة الشمالية لعاصمة المحافظة وصار في الزمن الحاضر جزءاً منها وهو عبارة عن مرتفع جبلي يحتوي على موقع المدينة المذكورة في النفوس وبنفس الاسم وتعود إلى عصر ماقبل الاسلام كما يحتوي الموقع على عدد من المقابر الصخرية والكهوف القديمة وبرك المياه المنقوره وفي وسط الجبل من الناحية الجنوبية الشرقية تنتشر بقايا مساكن المدينة الحميرية وعلى أنقاضها آثار مدينة من العصر الاسلامي والتي كان يحيطها سور من جميع الجوانب ولايزال أجزاء كبيرة منه واضحة للعيان.
وهناك حصن الربعه غرب قرية خربة أبويابس والذي يعود للعصر الإسلامي ويبعد عن مدينة ذمار 16كم غرباً وفيه تم سجن الإمام المطهر بن محمد بعد أن أسر الإمام المنصوربالله الناصر ويطل على مناظر طبيعية خلابة.
وحصن ريمه والمعروف بريمه الصغرى ويقع على جبل يطل على قرية الصيد عزلة موشك والوصول إليه لايكون إلا عبر طريق مرصوف بالأحجار وينتهي عند بوابة الحصن.
متحف بينون
ويعتبر هذا المتحف الأكبر على مستوى المحافظة من حيث عدد القطع الأثرية التي يحتويها والتي عثر عليها في موقع بينون ويقول الشيخ/أحمد حسين العزيزي مؤسس المتحف إن المتحف من الأماكن المهمة التي يقصدها السياح والمهتمون بالتاريخ والآثار فهو المكان الأمثل الذي يشعر السائح بروعة الماضي ويجعله يتنفس عبق التاريخ التي صاغتها أنامل الفنانين والمزخرفين قبل ألفي عام على الأقل.
كما يوجد متحف الموروث الشعبي المجاور لمتحف الآثار والذي يحتوي على أدوات الزراعة والمنزل وعلى الحلي المصنوعة من الفضة والأحجار الكريمة مما يبرهن على الذوق الفني الرفيع للإنسان اليمني قديماً وحديثاً.
التنوع البيئي والسياحي
أدى تنوع تضاريس المحافظة إلى تنوع المناخ فيها وأوجد ذلك تنوعاً بيئياً كبيراً وخاصة في المناطق الغربية حيث الجبال الوعرة وشديدة الوعورة التي تتخللها الأودية تهامة الشهيرة مثل وادي رماع ووادي زبيد والزائر لهذه المناطق يلاحظ المناظر الطبيعية الخلابة والأغطية النباتية المتنوعة التي بالإمكان توظيفها سياحياً والاستفادة من تجارب الدول والمنظمات التي تهتم بهذه الأماكن وجعلها مساهماً رئيسياً في التنمية المستدامة.
عوامل الجذب السياحي
وفي هذا الصدد إلتقينا عادل سيف – مدير عام مكتب السياحة بالمحافظة الذي تحدث إلينا قائلاً: تمتاز مدينة ذمار بمناظر جذب سياحية تاريخية كانت وطبيعية وثقافية إلى جانب التنوع المذهل في الموروث الحضاري من العادات والتقاليد ومن عناصر الجذب السياحي أيضاً الانتشار الواسع للغطاء النباتي على أغلب مناطق المحافظة وفي النطاق الغربي يوجد محمية عتمة والمقنزعة والصافية والغابات ذات الغطاء النباتي الكثيف في النصف الشمالي الغربي من مخلاف (بني أسعد) جبل الشرق وادي قسيم(بني الشماخ والأخضري) ووادي العين بمديرية وصاب السافل.
أما الجبال فهي كثيرة لاحصر لها فمنها الجبال بالمنطقة الغربية التي تعرف بالوعورة الشديدة وجبال المنطقة الشرقية والتي بها أعلى قمة جبلية على مستوى المحافظة جبل باسبيل(ميفعة عنس) وارتفاعه يقدر بحوالي(3200م) عن سطح البحر.
ويضيف عادل سيف – مدير عام مكتب السياح: لابد من إشراك السكان المحليين بشكل فعال ضمن السياحة البيئية من خلال نشر الوعي بين السكان حول أهمية الحفاظ على البيئة من أي خطر يتهددها وتفادي الآثار السلبية للزيارات السياحية غير المدروسة مع التركيز على القيمة الاقتصادية والاجتماعية المباشرة التي ستعود على المنطقة إذا ما احتفظت بطبيعتها البكر فهناك الكثير ممن لديهم ميول ورغبة للسفر إلى المناطق التي لاتزال محتفظة بطبيعتها الفطرية.
نظام المحميات
بعد أن صارت المحميات احدى أهم عناصر الجذب السياحي وللحفاظ على ماهو نادر أو مهدد بالانقراض أعلنت الحكومة مديرية عتمة بوصفها محمية طبيعية التي يمثل التنقل بين جبالها وأوديتها الخضراء متعة خاصة تشبع رغبة وتعوض نقصاً.
محمية عتمة الطبيعية
تعد مديرية عتمة الواقعة في الجهة الغربية من محافظة ذمار بين خطي طول(43.50-44.50) وعرض(14.21-14.35) بكاملها محمية طبيعية وتبلغ مساحتها (448.2)كم2 وتتميز بمناخ دافئ في الصيف ومعتدل في الربيع وبارد نسبياً في فصل الشتاء ولديها غابات كثيفة النبات والأحراش وعند زيارتك بامكانك ملامسة الحياة الطبيعية الآسرة دون احداث تغيير يذكر ومشاهدة الغطاء النباتي من الأشجار والزهور والطيور والحيوانات البرية النادرة وبالإمكان ممارسة رياضة المشي ورياضة تسلق الجبال والتجول في الأودية والمعايشة المباشرة للتراث المحلي والموروث الشعبي بالمنطقة.
الشلالات
امتزجت الطبيعة الساحرة مع مديرية عتمة بشلالات المياه الدائمة الجريان على مدار العام لتضيف إلى المشهد السياحي القاً متجدداً يجعل الروح تفيض بالمشاعر الرقيقة وترسم الزهور التي تنمو في اطراف كل شلال ابتسامة عذبة على الشفاه بأريجها الفواح وعطرها النقي وبالقرب من شلالات جبل الشرق أيضاً تتنافس الطيور والأشجار والأعشاب البرية في رسم المشهد الجمالي للمكان وكذلك الحال في وادي سربه بمديرية جهران ,حيث الشلال المتدفق بين الصخور حتى يعانق المزروعات المتناثرة على جانبيه الذي يستقبله الفلاحون بشدوهم ومواويلهم بالمهايد بين الحقول الخصبة.
الحمامات المعدنية
تتميز المحافظة بعدد كبير من الحمامات المعدنية الطبيعية الكبريتية أشهرها حمام اللسي وحما اسبيل البخاري بمديرية ميفعة عنس بالإضافة إلى حمام علي بمديرية المنارذ والينابيع الطبيعية المعدنية الكبريتية الحارة يؤمها الكثير من الناس للاستحمام بمياهها والتعرض لابخرتها المتصاعدة التي تحتوي على عناصر معدنية وكبريتية للاستشفاء من الأمراض الجلدية والروماتيزم وتنشيط الدورة الدموية وغيرها ويبعد هذا الحمام عن مركز المحافظة 33كم إلى الشمال الغربي وحمام اللسي 12 كم إلى جهة الشرق وحمام اسبيل 25 كم إلى الشرق أيضاً كما يوجد في آنس حمامات عديدة منها حمام الجمعة وحمام العقر في عزلة بني سويد وحمام جارف في قاع الحقل.
الحرف والصناعات التقليدية
على الرغم من أن اغلب المهن الحرفية القديمة التي توارثها السكان كابراً عن كابر مهددة بالانقراض إلا أن هناك أعمالاً حرفية لايزال البعض يمارسها منها صناعة وحياكة المنسوجات بمختلف أنواعها وصناعة الأواني النحاسية والأواني الفخارية بأحجام تتناسب مع الغرض من استعمالها مثل أواني الطبخ وحفظ المياه... الخ ولاتزال صناعة الحلي والمجوهرات الفضية تمارس في عدد من المناطق إلى جانب صناعة الخناجر (الجنابي) والنصال ومن الأعمال المهمة في المحافظة أيضاً استخراج الأحجار المستعملة للبناء إذ تنشر في معظم المناطق مقالع للأحجار يتم تسويقها إلى عدد من المحافظات ويمثل استخراج العقيق وتشكيله أحد الانشطة الحرفية المستمرة منذ آلاف السنين حتى اليوم وأهم مناطق استخراجه منطقة ضوران آنس ومنطقة يعر مديرية عنس غرب مدينة ذمار إذ يعد من أجود أنواع العقيق وأكثرها شهرة وتلقى رواجاً كبيراً في الأسواق المحلية وأسواق الدولة المجاورة.
الموروث الشعبي
في لقاء مع الأخ محمد علي العومري مدير عام مكتب الثقافة قال فيه تمتاز المحافظة بموروث شعبي ضخم من العادات والتقاليد الأصيلة التي لايزال الناس يمارسونها في المناسبات الاجتماعية العامة مثل الاعياد الدينية والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج والعودة من الحج وغالباً ماتشهد هذه المناسبات مساجلات بالشعر الشعبي بين شعراء القبائل والقرى المختلفة ولكل مناسبة نوع معين من الشعر كالزامل المخصص للأعراس وغيرها وهناك البالة الشبيهة بالدان وتتم في السمرات الليلية وهناك المهيد الذي يرافق الأعمال الزراعية ثم القصيد الذي يسجل للأحداث والوقائع الوطنية أو المحلية وترافق الاحتفالات رقصات شعبية.
الرقص الشعبي
وعن هذا الجانب يقول العومري: هناك العديد من الرقصات الشعبية المتوارثة عبر الأجيال وعلى الرغم من أن الرقصات تكاد تكون واحدة من معظم المديريات إلا أن هناك تبايناً فيما بينها ينجلي عند مقارنة رقصات شرق المحافظة برقصات غربها والرقصات التي يؤديها الناس لها اسماء مثل الرقصة العنسية ورقصة الشنية ورقصة البرع الطويل ورقصة البرع الأوسط ورقصة البرع الثالث ورقصة برع الهوشليه ورقصة الدخيلية ورقصة الوعصه كل هذه الرقصات تؤدي في معظم المديريات وتتميز مديرية الحدأ برقصة البرع إلى جانب رقصة الموج والتعيلية.


في الأحد 06 يونيو-حزيران 2010 09:29:53 ص

تجد هذا المقال في الجمهورية نت
http://www.algomhoriah.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:

http://www.algomhoriah.net/articles.php?id=19202

هناك تعليق واحد: