الأربعاء، 22 فبراير 2023

المدرهة الحلقة الثانية

 ( المدرهة )



 الحلقة الثانية

         بقلم/ عادل شلي 


قرأ الدكتور حسن سقيل قصة المدرهة وتفاعل معها واقترح تحويلها إلى سلسلة من القصص

يكون شرطها فتح مدارات التفكير والمخيلة إلى اصى مدى.

حيث اقترح ان يكون الشوط الأول للمدرهة للعبور عبر الزمن من أقصى نقطة بدأت منها الحياة 

ومشاهد البدايات الاولى للحياة 

ثم الأطوار التالية وبداية التجمعات وعصور ماقبل التاريخ ثم العصور القديمة والعصر الوسيط والحديث وصولا إلى عصرنا الراهن وابراز تغيرات الحياة ومظاهرها في كل عصر .

واقترح أن يتم في كل حلقة استعراض موضوع معين من مواضيع الحياة واطواره منذ مراحل ماقبل التاريخ وحتى عصرنا الراهن 

وظهرت إشكالية ارتداد الحركة وكيف السبيل لتجاوزها حتى لا نعود لتكرار المشهد مرة اخرى.

فاقترحت انا اهمية توفر محطات واستراحات ونقاط للقفز إلى عوالم القرار  حيث يتم التوقف بقرب تلك النقاط لتمكين كل كائن من القفز عبر تلك النقاط الى العصر الذي يتطابق مع وعيه والحقبة التي تتناسب مع حقيقته 

وتكون هناك نقاط للقفز والانتقال إلى المستقبل أيضا مخصصة للعباقرة واصحاب المخيلة الواسعة .

واندمجت مع الفكرة وحاولت إيجاد آلية مناسبة للقفز وفرز الكائنات وتخيلت الكائنات البغيضة التي تعيش معنا في هذا العصر ...والحقبة والعصر الذي ينبغي أن يتم القائها اليه.

وهنا بدأت تتشكل المعايير والسلطة المنظمة لها والرؤية والقوانين التي تستند اليها والشروط التي ينبغي توفرها فيمن هم أهلا لها والصلاحيات الممنوحة لهم وطريقة انتخابهم وفترة ولايتهم.

وتورطت في تفاصيل الفكرة وفجأة قفز متطرف بغيض إلى أعلى هرم  السلطة وووو

.... كيف سيحول هذا البغيض الرحلة إلى جحيم وكيف سيتفنن أتباعه في تضييق العالم الجديد...وأين سيلقون بالمخالفين لهم ووو 

 فتعكر المزاج وقررت التوقف عن التفكير في عملية تنظيم الرحلة وترك عملية القفز بين العصور والازمنة بشكل اختياري ويكون مهمة المدرهة استنهاض همم السائرين لمواصلة السير نحو اهدافهم.

وادركت أني والدكتور حسن انحرفنا عن الفكرة الأساسية للمدرهة كتخلق لعالم جديد انبثق من سرة العالم القديم في لحظة متخمة بالبهجة والفرح .

إلى غرض مختلف ظاهره تعليمي ومضمونه أبعد من ذلك بكثير.

ابتدأ بامكانية توظيفه في إعادة استعراض مراحل نمو وتطورات الخليقة في مختلف مجالات الحياة كسلسلة علمية يمكن انتاجها عبر مراكز علمية متخصصة ووسائل إعلامية متطورة .

وخشيت ان تفضي ميولي السياسية وميول الدكتور حسن العلمية  إلى أمور أخرى ستخرجنا من العالم الجديد.

لذا قررت العودة إلى الراوي والاصغاء لسرده البديع .

احس الراوي برغبتي فاتخذ وضعيته المعروفة وبدأ في التفكير...

كانت الكائنات حينها مشغولة عنه  بالاستمتاع بالمباهج اللامتناهية المتوفرة في لعالم الجديد .

شعرت بما يفكر به الراوي وكانت ذبذبات افكاره تصل إلي واضحة كان يحدث نفسه بأن الاستمتاع بالحياة هو الغاية من السرد والقصص . .ومرت من امامه سحابه من الذكريات تجسدت فيها مشاهد اسلافه من الرواة الذين لجئوا إلى السرد وفلسفة الحياة .

ابتكروا حيلة السرد لتعويض الحرمان من مباهج الحياة .

شعرت باضطراب الراوي وتجاذب رغبة الاستمتاع بالحياة التي تشده بعيدا عن رغبة السرد وتجلى صوت السعادة باعماقه يقول له العالم الجديد انبثق وتشكل من البهجة وكل كائناته تعيش البهجة. والسعادة هي الهدف والوسيلة وانت مشغول بفلسفة الحياة والإمساك بمفاصلها فايهما أولى أن تعيش الحياة أم أن تراقبها من بعيد ...

حينها ادركت انه لم يعد قادرا على التفكير ، وأنه قد اختار

 حينها قام من مكانه وقفز إلى نهر العسل وأخذ يسبح فيه 

أيقنت أن العالم الجديد قد غير الراوي وسيغيرني وسيغير الدكتور حسن وكل الكائنات وسيندمج الجميع مع ايقاعاته وتموجاته  .

فصعدت إلى المدرهة وقبل أن يسرح بي الخيال وجدت المشاهد التي كانت الذاكرة تحاول استرجاعها ماثلة أمامي تنبض بالحياة .

عندما كانت المدرهة ترمز للرحلة المقدسة بين نقطتين احداهما بيت الإنسان والاخرى بيت الرب .

ارتبطت الانثى بالسكون والقرار والذكر بالتحليق فأصبحت الانثى رمزا للقرار والبيت.

وعندما رفع الحر الأول القواعد للبيت لم يسكن فيه وإنما ظل يجوب العالم ليحطم قيود الزمان والمكان ..

وظهر جواب العصور في ذات اللحظة وهو يقول :

 حتى البيت الذي رفعه الحر الاول كان للالهة وليس للرب الواحد ، واومى الحر من بعيد بالايجاب ..

فاضاف جواب العصور ومن فردانية الحر الاول تلاشى التعدد والتئم التجزء وانبثقت الوحدانية في الوجود وبها تخلق العالم الجديد وخرج الناس من ضيق عالم ..اهبطوا بعضكم لبعض عدو إلى سعة الربوبية وعظمة الوحدانية فربا واتسع  الإنسان والعالم.

وبسبب طاقة الحرية والمعرفة التي يحظى بها الإنسان في بيت الرب باقتفائه لخطى الحر الأول تخاف النساء أن يتحرر الرجال من قيود محبتهن وتسيطر عليهن المخاوف والخشية من إلا يعودوا اليهن. .

فيغزلن من جدائل شعورهن حبال المدرهة ويصعدن عليها ويتجهن نحو بيت الرب ليحتضن ازواجهن وتجسد المشهد والنساء يسافرن عبر المدرهة ليحتضن ازواجهن وابنائهن واقاربهن في المشاعر المقدسة وفي عرفات ومنى ..وفي المشهد ظهرن النساء وهن يبتسمن وينظرن بمكر إلى الجواب الذي كشف حيلتهن. .

 قرر الجواب  أن يكمل مهمة الكشف فقال:

  المدرهه أحد ادوات النساء للسيطرة ، فهن يلجأن لها للسيطرة على الذكور وتبدأ منذ الطفولة وتعمد الى تحريكهم في المهد لكي يناموا ويلجأن لها لإثارة الذكور وهي أحد الطقوس المقدسة لديهن لهذا يعمدن إلى نصبها منذ أن يقرر الذكر القيام بالرحلة المقدسة لمعرفة الحق.

 ولديهن العديد من التمائم ، وهي الاحبولة التي تجذبهم ليعودا اليهن ولهذا يقمن باستأجار المنشدات والمنشدين لترديد التراتيل التي تسحر الذكور ، ويعمدن إلى تاجيل الأضحية التي يقدمنها قربانا لالهة وثنية تسلب الرجال عقولهم وتطمس المعرفة التي حصلوا عليها من الرحلة المقدسة.

نظرت أحد النساء إلى الجواب وقالت :

والنساء أيضا يذهبن للحج يا أعمى - وزمت شفتيها وهي تنطق لفظة اعمى-   وتتحرك المدرهة ويردد اهلها الأناشيد التي تتمنى عودتها بالسلامة يا اعمى..!

فضحك الجواب وصاح :

انتبهوا ياسكان العالم الجديد حتى لا تسيطر الاناث على عالمكم وتحدد نقاط مدرهتكم بين نقطتين حيث تضع قدما في نقطة وقدما في الجهة الأخرى وتجدون انفسكم بين النقطتين نطقها وهو يضحك.... هههه

 احذروا حتى لا يضيق عالمكم ويتلاشى كما ضاق عالم ابوكم ادم من قبل ..ومضى وهو يردد احذروا. .إحذروا. .

وتجسد المشهد وشاهد الجميع نقاء قلب جواب العصور ، وايمانه بحنان وعظمة الانثى اما واختا وشريكة للرجل في تحمل أعباء الحياة.

ففكروا الجميع في عظمة الانثى وضجوا بالضخك ذكورا  واناث لطرافة جواب العصور ولطافته .

فالجميع مؤمنين بأنه لا مجال في العالم الجديد للخوف أو الخداع والمكر والحيلة  فكل مايغكر فيه المرء يتجسد في ذات اللحظة ومايبطنه يظهر ومايسره يعلن ويراه الجميع. 

ولم يعد هوس السلطة يستهوي أحد 

ولهذا يحرص الجميع على أن يستمتعوا بمباهج ولذائذ العالم الجديد ويبتكروا طرق واساليب شتى للسعادة .

.....يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق