الأربعاء، 22 فبراير 2023

المدرهة الحلقة الثالثة

( المدرهة )


الحلقة الثالثة

   بقلم/ عادل شلي 

 


اتخذ الراوي وضعية الاستعداد للسرد 

تركزت الأنظار عليه ، وأخذ من تنبهوا لحركته يستعدون لاستقبال ماسيقول.

جلس الراوي واغلق عينيه وانتظرت العيون والآذان المعلقة على شفتيه أن تتحرك وطال الانتظار والصمت ..

وفطن البعض إلى أن الراوي يريد أن يجرب طريقة جديدة في السرد تعتمد على التأمل فشعروا بصوت داخل اعماقهم يحدثهم عن بهجة وعظمة الحلم وقدرته على تغيير الذات والعالم.

وبدأ الراوي  في استعراض مجموعة من الأحلام غيرت وجه ومسار الحياة.

لم يكن الحر الأول مقامرا وهو يسكن بعض ذريته في القفر اليباب.

ولكنه أمن بطاقة الحلم على جذب مقومات الحياة إلى بيئة الحلم.

تجسد المشهد للجميع وشاهدوا الحر وابنه يرفعان قواعد البيت لتتحرر فيه طاقة الانسان الداخلية من كل القيود 

التي تعيق تدفقها وتحجبه عن رؤيتها.

عمل بالاسباب فقادته خطاه إلى بيت الرب الذي تهدم ودفنت قواعده الرمال

جلس ليستريح وداهمه النوم من التعب والاعياء فوضع خده على أحد  الأحجار

فشاهد في نومه انه مستلق على ظهره في زورق مصنوع من اجمل البلورات في الكون التي يعبر ضوء النجوم والكواكب من خلالها ، وهو يحدق في النجوم والكواكب التي تهمس له بأنه في نبع الاحلام فابتسم لها فردت على  ابتسامته بوهج جميل واكاليل بديعة من الضياء.

كان القارب يسير على مياه النهر التي لايوجد اصفى منها في الوجود حيث لايوجد شائبة تحول دون رؤية الناظر للماء في سطح النهر من رؤية الحصوات وحبات الرمل الصغيره بمجراه. 

وعلى جانبيه الجنان الوارفة تتدلى منها العناقيد وأطيب الثمار والعصافير والفراشات والطيور والحيوانات ترقص وتلعب جذلى وكل مافيها يرحب بمقدمه إلى نبع الاحلام .

اتجه الزورق إلى المنبع وشعر بطاقة هائلة جعلته يدرك بانه يقترب من ينبوع الطاقة وانها من القوة مايمكنها من  تغيير العالم والوجود في طرفة عين.

وأمام النبع تجلت له أنور الطاقة 

وسمع صوتا باعماقه يقول له :

تمسك بحلمك 

وطهر بيتي للراغبين في الاتصال بحقيقتهم وتحقيق احلامهم.

والتحرر من كل العوائق التي تحجبهم وتحد من اتصالهم بينبوع الطاقة الاعظم في الوجود.

ورددت الكائنات  

نشيد التطهير المقدس

وضج العالم باصواتها

فستيقظ الحر من نومه 

ولازال النشيد يتردد في اذنيه

وفي صباح اليوم التالي

بداء  في تطهير بيت الطاقة من الحجب والعوائق التي تحول دون اتصال الناس بحقيقتهم وطاقة نمائهم. 

مرددا نشيد التطهير المقدس 

والبراءة من الطواغيت ولصوص الطاقة والأحلام .

ونادى كل من ينشدون الحرية والخلاص للقدوم إلى البيت.

وما أن انتهى من مهمته حتى حمل حقائبه ومضى. 

كانت المشاهد تتجلى للجميع.

وعند مقام الحر توقفت المشاهد ..

أدرك الجميع من خلال الراوي أن هناك طرق كثيرة للسرد ليست مرتبطة بالشفاه واللسان.

واقترح الراوي  أن يتم سرد أهم وأعظم الاحلام التي غيرت مسار التاريخ .

ليدرك سكان العالم قوة الاحلام الخلاقة والتنبيه من خطر الكوابيس التي إعاقة التطور ، وضيقت خيارات البشر ، وحالت دون تدفق طاقة الاحلام  اللامتناهية.

وتعليم الصغار المبادئ الأساسية للطاقة وعلاقتها بالاحلام.

وعمل منافسات عن الاحلام حيث يكون الحلم الفائز هو الأعظم والأكبر .

الذي يستوعب احلام الجميع ويجد الجميع احلامهم فيه .

فوافق المتصلين بالراوي على مقترحه 

وبدئوا في التفكير في طريقة تنظيم مارثون الأحلام وكل واحد بدأ يستعد للمنافسة.

فستغليت انشغالهم وصعدت على  المدرهة وهمهمت بالموال الذي يردده البرادعي في موسم المدرهة فتردد صوته الهادر في العالم الجديد وتحركت المدرهة صوب طيبة في كل العصور .

وشاهدت في الرحلة السبئي وأهله يتفانون في تشييد اول جنة جماعية في العالم لولاها لظل الناس يتقاتلون على جنة الإنسان الأول إلى يوم الديمومة.

أمن بحلمه بالجنة وسعى إلى تحقيقها فمده النبع بالطاقة التي ينشدها لتحقيق حلمه.

وشاهدت كيف اتسع العالم من توق الأحرار الهاربين من ضيق التشدد إلى سعة الحلم ومن سعيهم للخروج من الضيق اكتشفت القارات الجديدة واتسع العالم .

ادركت في الرحلة بين العصور أهمية الحلم ودور الاحلام في اتساع العالم والفرص والخيارات .

ولولا الحلم 

لما أدرك الإنسان 

حقيقة النبع 

ولما اتصل بحقيقته

وعانق خلاصه

   يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق