الخميس، 13 يناير 2022

(رحلة الى منطقة المعاين بمدينة حجة)

(رحلة الى منطقة المعاين بمدينة حجة)
          بقلم / عادل شلي

ـ تعتبر منطقة المعاين من اجمل المناطق التي يكسوها الغطاء النباتي والشجري بمديمنة حجة وفيها الكثير من الاشجار المعمرة كالذرح والابراية والتالوق والطنب وتقع في الجهة الشمالية لمدينة حجة وتمتد من الوادي الذي يصب في وادي عين علي وحتى اسفل الجبال الصخرية الممتدة من الشمال الشرقي الى الجنوب الغرب كذات الامتداد للسلسلة الجبلية التي في منطقة قدم وتسمى بحيود الصياني.
وبسبب سماكة الكتلة الصخرية وكثرة المدرجات والانحدار تتدفق المياه من اعالي قمم الجبال في القلعة والظاهر لتحجزها الصخور فتتصبب من عدد من العيون في منطقة المعاين.
وارجح ان سبب تسميتها بالمعاين لكثرة العيون التي تتصبب بالمياه من صخورها .
ـ ولهذا قام الاسلاف بتشييد البرك والمواجل في مناطق تم اختيارها بعناية لتحافظ على المياه ونمكن اهل المنطقة من استغلالها في الشرب وسقي المواشي والمدرجات التي تم تشييدها وزراعتها بالبن الذي يعتبر. من افضل انواع البن .
ولهذه العيون الفضل في التنوع النباتي والاشجار العملاقة التي تغطي بظلالها المنطقة.
ـ وتفاجأت بانهيار صخري كبير ادى الى تدمير جزء كبير من البركة الرئيسية واذا لم يتم ازالة الصخور الكبيرة المتساقطة واصلاح الجزء المتضرر من البركة فسيؤدي تدحرج الصخور والمياه الى تدمير المدرجات الزراعية وحرمان مدينة حجة من الغطاء الشجري الكثيف الذي تتمير به منطقة المعاين.
ـ وشاهدت في المنطقة التي تسمى بالغبراء اثار. واضحة على الاشجار القريبة من الصخور مما يشير الي ان هناك املاح معدنية تتصبب من تجاويف الكتلة الصخرية تركت بصمة واضحة علي لون الاشجار القريبة منها.
مما يحتاج الى خروج فريق متخصص لمعرفة نوعها واثرها علي المنطقة
فربما تكون صادرة من احد الجروف التي احتبس فيها عدد كبير من الاحياء البحرية قبل الاف السنين والتي عرف الماء طريقة اليها وبسبب اختلاطه بها تشكلت هده المادة  التي نراها علي اوراق الاشجار والنباتات القريبة منها
وربما يكون لها اسباب اخرى. 
ـ استمتعت انا والانسة تبارك بخرير الماء وتدفق السواقي واقتربنا من الاشجار العملاقة واردنا احتضانها ولكن حال ضيق المدرجات دون ذلك.
وشاهدنا احد المزارعين وهو يقشط ما تبقى من محصول البن.
امتلائت صدورنا برائحة الماء والطين والاعشاب التي تنمو علي الصخور وينساب الماء من بتلاتها وكانها السواقي وعرائش الكرم التي تتصبب من خلالها قطرات الماء فتلون الحصى والرمل بالوان بديعة.
ـ واستغرب للسبب الذي حال دون  تحويل المنطقة الى منتزه يزوره الناس ويستمتعوا بالهواء النقي والطاقات الايجابية المنبعثة من الاشجار والغطاء النباتي.
غياب الرؤية الجمالية من اهم الاسباب التي ادت الي تدمير اهم الغيول والمتنزهات الطبيعية المحيطة بالمدينة بداية بغيل ذابح ومرورا بالسوائل والقفل وانتهاء بالمعاين.
ـ تاخر المجلس المحلي بمدينة حجة عن القيام بواجبه في ازالة الصخور واصلاح الاضرار الكبيرة التي الحقتها بالمكان يكشف غياب الرؤية والبعد الجمالي .
وتسبب هذا الغياب في تدمير اهم المتنفسات والمناطق الخضراء في المنطقة دونما وعي بأن هذا  سيؤدي الي جفاف وضمور الخلايا وضيق الصدور و



زيادة الامراض والمشاكل الاجتماعية بالمدينة.
اتمني ان يتم التعامل بشكل مختلف مع الانهيار الصخري الذي حدث بمنطقة المعاين وان يكون نقطة تحول لبداية جديدة خاصة في ظل ادارة الصديق العزيز ابراهيم عامر رئيس اللجنة الزراعية الذي اتمني ان يؤسس لوعي جديد يؤمن فيه المسئول  بأن الغطاء النباتي والشجري ليس ترفا وانما مناطق استشقاء لاغنى للمجتمعات البشرية عنها وان تدميره بالاهمال او بشكل مباشر جريمة ينبغي محاكمة من تسببوا بحدوثها.
ـ شاهدت قافلة من الفتيات التي تحمل الحطب عل

ى رؤسها يقودها شاب صغير علي ظهره حزمة واستاذنت البنات في اخذ صورة فعتذرن ووافق الطفل وطرح حزمة ثالحطب جانبا.
غياب الوعي باهمية المنطقة واشجارها والغطاء النباتي فيها اضافة الي انعدام وارتفاع اسعار الغاز سيؤدي الى الاحتطاب الجائر و الحاق ضرر كبير بالاشجار المعمرة وتنوع الغطاء النباتي في منطقة المعاين.
ـ الصور بعدسة فريق التوثيق بمؤسسة حجة الثقافية التنموية. 

 

                  ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق